Close

في مقهى الفندق

ذهبتُ إلى مؤتمر صحفي لمقابلته …
فهي الفرصة الوحيدة التي أقابله وجهاً لوجه ولو من بعيد ..
أضواء الكاميرات هنا وهناك …
زحام شديد على نجم المستقبل
حاولت الدخول فيما بينهم .. منعوني ..
لا تصريح .. لا دخول ..
حاولت إخبارهم بأني حبيبته المنشودة
نظروا إليّ بسخرية وقالوا .. (انظري خلفك جميعهن قالوا نفس الكلام)
دمعت عيني لوهلة .. طبعا لن يصدقني أحد ..
طالما ذلك النجم لم يعلن عن علاقتي به بعد …
 

بقيت في صفوف (المعجبات) .. والأمن من أمامي مثل حاجز عسكري لمرور ملك أو أمير ..!
وقفتُ ساعات قد تكون الأطول في حياتي لانتظار ما يجب انتظاره …
وعبارات تدق مع كل نبضة قلب (يا ترى هل يتذكرني .. هل سيعرفني .. هل سيكلمني)…
 
صيحة إعجاب .. من قوتها علمتُ أنه خرج من مكان المؤتمر..
اندفاع شديد وصرخات عالية من المعجبات … !
” تباً لكم “.. فقدتُ سمعي لوهلة ..! لم أعد أسمع إلا نفسي
(أين هو .. لا أراه .. أرجوك اظهر أمامي .. أرجوك ابحث عني …)
ودمعات عيني تتساقط كلآليء عقدي تبعثرت..!
صرختُ بكل قوتي باسمه (……………) !!!
لكن صرختي اختلطتُ بصرخات المعجبات فلم يكن لها أثر أو صدى إلا لنفسي
 
بطريقة ما دفعتني إحداهن بقوة من شدة الحماس ..!
خرجت من نطاق المعجبات واخترقت حاجز الأمن ..
وكدتُ أن أسقط إلا أنني أصدمت بشيء ما ..
رفعتُ شعري عن وجهي بقولي (آسفــــة) ..
لأجده أمامي … وجهاُ لوجه..
أميراً يقف بكل ثقة ..
سحره وجماله ملأ تلك اللحظات رومانسية ..
أمسك بي من كتفيّ بعدما اصطدمت بصدره .!
وأجابني .. (هل أنتِ بخير يا آنسة ..! )
سؤاله أصابني بخيبة أمل ..!
لم يعرفني أبداً .. !
وقفتُ وأبعدتُ يدهـ عني .. وقلتُ .. (عذراً لم تكن أنت من انتظرهـ)
 
صرخاتُ المعجبات ازدادت ما بين غيرة وحقد وحسد
فتلك أغمي عليها لأنها تمنت أن تكون من اصطدمت به ..
وأخرى حقدت لكلامي معه بأسلوب لم تعهده والويل لمن يتطاول على نجمها المفضل .. وهلم جرا ..!
 
خرجتُ من وسط المعمعة ..
لأذهب إلى مقهى الفندق لأريح راسي من الصداع وأهدأ بكوب من الكابتشينو المفضل لدي ..
دقائق .. وأُغلق باب المقهى على جميع من بالداخل ..
خرج مدير الفندق ليعلن على الحضور بالتزام الهدوء والتصرف بطبيعية ..
فسيوف يدخل طاقم التصوير لتصوير مشهد النجم وهو يحتسي كوباً من الشاي ..!
 
تعجبتُ وغضبتُ من ذلك الأحمق المغرور ..
لماذا سيظهر الآن أمامي .. بعدما أنكر سنواتنا الجميلة معاً بذلك السؤال الغبي ..
وجودي في المقهى كان رغبة مني لأنعم ببعض الهدوء ولكي أضع بعض الخطط لنسيانه وبدء حياتي من جديد..
 
دخل النجم اللامع بأبهى حلة ..
وهو لا ينظر لكل من يعطيه اهتمام أكبر من حجمه ..
لم أنظر إليه .. ولم أرد أن أعطيه الاهتمام لذلك المغرور ..
كنتُ غاضبة جداً .. لدرجة قد أتهور بتصرفات أكثر حماقة منه ..
وبدأت ارتشف قليلاً من كوبي المفضل ..
 
سمعتُ همهمات وأصوات غريبة ..
انتابني فضول لكي أدير براسي لأرى ماذا يحصل ..
ولكن ما إن أدرتُ قليلاً ..
حتى وجدته جلس معي بطاولتي في الكرسي الفارغ أمامي..
نظرتُ بتعجب عن فعلته ورغبتُ في تلك اللحظة أن أحرقه بما أشربه ..
لكنه أردف قائلاً (إذا كنتم ستصورونني بمشهد طبيعي .. فلا أجد مشهداً أكثر طبيعية من وجودي مع فتاة جميلة لشرب الشاي) ..!
ضجت المقهى بتصفيق وتهليل على نباهة وذكاء النجم … كما هو متوقع منه ..
وابتدأ التصوير الحيّ..
 
اقترب مني المخرج ليطلب مني تصرفات معينة لفعلها مع النجم ..
وكأنهم سيصورون مشهداً لمسلسل درامي مليء بالعفوية والرومانسية ..
فأجبته بكل غرور .. (لا تملئ على ممثلة محترفة ما يجب عليها فعله)
 
نظر إليّ النجم بطرف عينه .. وكأنه فهم رسالتي وقبل التحدي ..
والنظرات التي تبادلناها معاً في تلك اللحظة
أحس كل الحضور بوجود منافسة على شيء ما .. لكنهم لا يعرفون ما هو
يا ترى من سيكون تمثيله أكثر براعة من الآخر…؟!
 
لم يوجد نص سيناريو محدد لفعله ..
فكما هو مطلوب .. مجرد مشهد طبيعي لشرب الشاي للنجم ..
ابتدأ المخرج بصرخته المعتادة في الأفلام ((آآآآآآآكششششن))
 
مارس النجم عفويته بشرب الشاي ونظر إليّ بابتسامة ..
ليفاجئني بسؤاله : (هلا شرفتني باسمك يا عزيزتي)
نظرتُ إليه نظرة تعجب واستغراب
(كيف يبدأ المشهد مباشرة بجلوسه معي جلسة حميمية ويسألني سؤالاً غبياً كهذا !؟)
لم أردُ على سؤاله .. فانتهزها الغبي فرصة انتصار بالنسبة له ..
ومد يده بكل حنية على شعري المنسدل لكتفي قائلاً
(لم أرى لوناً مثل لون شعرك الأخاذ… يبدو أنني سأعجب بك)
ثم نظر إليّ نظرة تدلُ على بدء دوري
 
بادلته النظرة ثم دمعت عيني بقوة ..
“ارتبك النجم أمامي .. فلم يتوقع أن أبدأ دوري بشيء هكذا”
بكيت بصوت هادئ وابتسمتُ في وجهه وأنشدتُ قائلة ..
(لعمرك فنيت عمري في انتظارك .. وبقيت في عالمي على ذكراك..
لعمرك يا نور عيني لم أحب
سواك.. ولم أرسم حياتي إلا على خطاك .. )
لقد تعمدتُ ذكر أبيات كان قد سبق وقالها لي في مناسبة صغيرة بيننا..
ونظرتُ إليه في انتظار رده ..
 
ارتبك المزعوم أمامي .. ونظر إليّ طويلاً ..
وأخيرا .. يبدو أنه تذكرني ..
لكنه غادر المكان بكل هدوء وغرور قائلاً ..
(لم يعجبني الشاي سأغادر الآن)
 
نظر الجميع لي وله وللمكان نظرة دهشة واستغراب شديدين ..
فقد كان المكان من اختيار النجم .. ورغبته وكل شيء كان من تخطيطه ..
لماذا يغير رأيه فجأة ؟
خرج الجمع الغفير خلفه مباشرة ..
لكنني بقيت في مكاني متسمرة .. انتظر الكابوس لآن ينتهي وأستيقظ من نومي ..
تقلبت موازيني .. فشخصيتي الحالمة عاتبتني وشخصيتي الغاضبة ناصرتني ..
وكلاهما تصارعا داخلي بقوة .. إحداهما تصر على حبي والأخرى تعاند بوجود أفضل منه ..
 
انتظرتُ في مكاني .. استرجعتُ شريط ذكرياتي ..
لأستيقظ اليوم التالي في سريري ..
ودمعي على عيني ..
أتسائل .. (أين أنا؟؟)
لأكتشف بعد دقيقة ..
أنني كنتُ أحلم إحدى
ng>الأحلام العجيبة في عالم النوم ..!
يبدو أنني سأخفف مجدداً من السباحة في عالم التمثيل الخاص بي قبل النوم ..!

2 thoughts on “في مقهى الفندق

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© 2024 ‎لَحْنُ الحَيَاة .. أبرار تركستاني | WordPress Theme: Annina Free by CrestaProject.