Close

أدواري في مسرحي . حقيقتي وحياتي

حياتنا عبارة عن إرتجالات دائمة ..
فكثيراً ما نخطط ونجهز لكل شيء ..
لنتفاجأ بأدوار مسرحية الحياة لا تتم بالطريقة التي نريدها ..
قد تنجح خططنا بنسبة 90%
لكن هناك دائماً نسبة تعرضنا لمواقف معينة لتغيير كل تلك الخطط في دقيقة فقط .!
المسرح والمنبر والخطب ومواجهة الجمهور أياً كان نوعه …
ما هي إلا سلسلة من الإرتجالات العفوية وإن تدرب الشخص عليها مراراً وتكراراً …
قد نرتبك للحظة قبل التعود على زمام الأمور ..
وقد تسير الأمور بسلاسة إلا عند تلك الحوادث غير المتوقعة ..
لا يعمل الميكرفون .. يتعطل البروجكتر .. يرفض التوصيل … يتوقف صوت الفيديو ….الخ
أمور لا نستطيع التنبؤ بحدوثها .. وقد نضع خطط بديلة لحالات الطوارئ
إلا أن نسبة نجاحها تكون متكافئة تماماً مع فشلها ..

هنا تكمن قدرة الشخص الذي يقدم فقرات البرنامج أو الخطبة أن يتدارك تلك اللحظة ..
وتعمل كل حواسه الخمسة بالإضافة إلى الحاسة السادسة “الحدس”
لتصحيح الوضع القائم إلى الأفضل ..
هكذا هي حياتي كل يوم واليوم خصوصاً ..

مواجهة الجمهور ..
هي طبيعة مارستها منذ 15 عاماً في المدارس والجامعة
سواء بالتمثيل والتقديم لفقرات برامج وأنشطة وفعاليات على اختلاف أنواعها وأشكالها ..

مواجهة الطالبات
ابتدأت منذ تخرجي مباشرة من تخصصي لأعمل كمتعاونة ثم معيدة بالقسم ..

مواجهة الكلية وعضوات هيئة التدريس
كانت لهذا اليوم .. الموافق 13/6/1432هـ..
تجربة كانت الأولى في حياتي منذ فترة طويلة ..
قمتُ بتقديم برامج الحفل أمام الجميع
ليكتشف الجميع سراً آخر لم يعلمه الآخرون عني ..

كانت المشاعر مختلفة ومدهشة لدى الجميع..
لطالما عرف الجميع عني مسبقاً بأنني طالبة مجتهدة
ثم أستاذة هادئة رسمية في شكلها …
كنتُ أمر كثيراً بين الممرات ليظن الكثير بأنني طالبة
مع أنني مهما حاولت التزام لبس ملابس رسمية ليظهر بأنني في منصب مختلف ..
إلا أنني أقع في مواقف مضحكة ومحرجة أحياناً بسبب مظهري الهادئ ..

هنا ولهذا اليوم .. كانت قنبلة التغيير لدى الجميع وانطباعهم عني..
وهو سر التقديم لبرامج الحفل ومقدرتي على التجهيز لها وأكون أهلاً لها ..
ضحكتُ وأظهرت ابتسامتي الماكرة قليلاً بخفية ..
“فهم لا يعرفون عني إلا قليلاً”
فما قدمته اليوم إلا موهبة بسيطة من المواهب الكثيرة المخفية
التي لا تزال في كواليس حياتي .. قد تكون ظهرت بفترات معينة من حياتي ثم اختفت ..
لم تختفي تماماً بل هي في خفايا الروح تنتظر فرصتها لتبرق بنور النجاح من جديد ..
فلقد تعودتُ أن أخذ فترتي بين موهبة وأخرى ..
حتى إذا عدتُ .. كان لها طعمها ورونقها في النجاح والإبداع …

هكذا أنا ..
أحاول دائماً أن أترك بصمة وأثر خاص بي .. ليعرفني الجميع باسمي ..

أستاذة من قبل أخبرتني بمميزاتي..
مثل سمعتي .. اجتهادي .. معاملتي .. ابتسامتي .. حبي للطالبات والناس كصديقات .. استقبال الجميع في مكتبي كشخص في بيته أكثر من أن يكون

ضيفاً عندي..
أمور كثيرة شكرتني عليها .. بل شددت وحرصت عليّ بألا أتغير أبداً وكانت نصيحتها الدائمة (تواضعك سر نجاحك.. فلا تتغيري)..

أحاول دائماً شكر الله عز وجل على كل هذه النعم والمواهب
وأحاول دائماً أن ألتزم بنصيحة ممن سبقوني في العلم والأدب ..
أسأل الله عز وجل أن أتغير للأحسن والأفضل وللخير دوماً ..

3 thoughts on “أدواري في مسرحي . حقيقتي وحياتي

  1. التواضع ؟؟؟
    اين نجده , وان وجدانه هو لغيرنا وليس لنا .

    احيانا تجد من امامك يتواضع لغيره , ولكن من هو غيره ؟ من كان في مستواه من جميع الجهات والنواحي . اما ماعدا ذلك فليس لهم حتى مجرد النظرة فما بالك بالاستماع .
    ستقولين متشائمة , واصابعك ليست متساوية , حدث لك موقف فحكمت على كل البشر . اقول لك لا وألف لا …
    فانا اعيشه ,,, وتكفي هذه الكلمة
    ودمتي للخير والحكمة .

    1. ربما كنتُ مثلك فيما مضى .. وكنتُ أنظر بنفس تفكيرك .. حتى قررت في يوم ما .. أن أكون ممن يتواضع بقدر الاستطاعة مع كل الناس ومن كل المستويات ..
      لكي يتغيّر الناس من حولي .. لابد أن أتغيّر بحد ذاتي..
      عدا ذلك ستكون حياتي كلها مقارنات ومفارقات لا استطيع التغلب عليها ..
      لن أقول أنك متشائمة ..
      بل أقول أنك لم تكتشفي حوهرتك وقوتك بعد ..
      أسعد الله حياتك دوماً وأبداً ..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© 2024 ‎لَحْنُ الحَيَاة .. أبرار تركستاني | WordPress Theme: Annina Free by CrestaProject.