Close

أريد وأريد .. وصبر من حديد ..!

أوقات كثيرة أحس أنني لم أعد أملك الوقت الكافي لنفسي
لم أعد أحس بمتعة الحياة كما كانت في طفولتي ..
كل شيء يتم بسرعة وكل شيء يجري بسرعة .. بل يتملكني إحساس دائم أنني لم أعد أملك الوقت الكافي للحياة الحقيقية ..
 
درست كافة المراحل التعليمية منذ الابتدائية وحتى الجامعة في 16 سنة
وبعد تخرجي مباشرة عملتُ كمتعاونة في نفس تخصصي بالجامعة لمدة سنة كاملة
ثم قضيت الإجازة الصيفية التي بعدها والفصل الدراسي الأول متنقلة في أعمال حرة
لأستقر وظيفياً في عملي كمعيدة في قسم علم المعلومات بجامعة أم القرى …
أصبح المجموع .. 18 سنة ما بين دراسة وجهد وعمل وتعب وكلل …
 

ولا زلتُ أحتاج إلى سنوات أخرى لإكمال الماجستير والدكتوراه ..!
لأجد أن عمري الآن 24 سنة و11 شهراً.. سيضاف عليه سنوات آخرى لنقل “6 سنوات أدنى حد” إذا لم تكن هناك ظروف طارئة لتجعلها إلى 8 أو 10 سنوات .. بالتالي على افتراض ذلك .. سأكون ما بين 31 إلى 35 عاماً !!
 
يعني ذلك أنني سأقضي جل عمري في الدراسة والعمل والتخطيط للمستقبل المجهول..
الذي لا أعرف أقصاه .. سوى أن عمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز السبعون إلا فيما ندر ..
فإن كان نصف العمر الإنسان الافتراضي والطبيعي يقضيه في الدراسة والعلم والعمل ..
فمتى يشعر الإنسان أنه يعيش لنفسه بالراحة والاستجمام ومشاركة من يحب في هذه الحياة المليئة بالمشاغل ..!
ومتى يشعر أنه يمكننه أن يتقرب إلى الله عز وجل بدون أن يوسوس له الشيطان بالأعمال الأخرى في قائمة المهام !!
 
بل أحياناً أشعر أن دماغي يكاد ينفجر من شدة وكثرة التفكير في المستقبل ..
فأريد أن أكمل تعليمي . وأريد أن أكون دكتورة يشهد لها في الصرح الجامعي ..
وأريد أن أحقق أحلامي الخاصة التي لم أحققها لحد الآن بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي لا أساس لها..
وأريد أن أستقل بذاتي ونفسي .. وأريد مشاركة أفكاري وأعمالي وكل طموحاتي مع صديقاتي ومن أحب في عمل يجمعنا على أرض الواقع..
وأريد تخصيص بعض من أوقاتي لأعمال خيرية .. والتي تشتمل على النزول للميدان نفسه .. ومد يد العون للأيتام والفقراء والمحتاجين ..
 
أريد عمل دورات في أساليب وصناعة النجاح لطالباتي بحيث لا تتعلق بمواعيد المحاضرات الأساسية ..
أريد أن أمتهن مهارة التصوير الاحترافي الفتوغرافي والفيديو أو حتى العمل في استديو ولو على سبيل التجربة ..
أريد أن أمارس الرياضة والسباحة بشكل يومي في نادي .. بالإضافة إلى تعلم الكاراتيه … “ربما كان ضعف صحتي سبب في رغبتي تعلم الرياضة الصحيحة حتى أزيد مناعتي بطريقة أو آخرى”
وأريد أن أكمل مشواري في التمثيل والإذاعة والارتجال أمام الجمهور كما كانت عادتي طوال 15 سنة الماضية …
 
كل ذلك وأكثر مما لا أذكره الآن .. ولا مجال لي ما بين أريد وأريد إلا ان أتذكر “وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ”
 
وعلى الرغم أن حياتي مرتبطة بشكل أكبر في الحياة الاجتماعية ..
إلا أنني أتفقد أشخاص معنيين في حياتي …
أشخاص ليس لي سواهم في دنيتي ..
أفكارهم من فكري .. أرواحهم من روحي .. أعمالهم من أعمالي .. وارتباطات آخرى ..
أناس ليس لهم مثيل ولن يكون لهم مثيل أبداً …
 
فلا أعلم .. في خضم هذه الأمور والتجارب والدراسة والعمل وكل ذلك ..
متى أجد لأولئك الأشخاص وقتاً لكي نتقارب في الفكر والوجدان …
بل متى سأعيش معهم في حياة استقرارية أكثر من الحياة المتشعبة هنا وهناك …!
لا أعلم ما هو أفضل !! ..
لكن سأستمر في هذا الركب وهذا المشوار حتى يقول الله عز وجل لهذا الأمر “كُنْ فَيَكُونُ”
وسأحاول أن أضع نصب عيني حديث رسول
الله صلى الله عليه وسلم للصحابي عبدالله بن عمرو “إن لعينك عليك حقا ، وإن لجسدك عليك حقا ، وإن لأهلك عليك حقا”..

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

© 2024 ‎لَحْنُ الحَيَاة .. أبرار تركستاني | WordPress Theme: Annina Free by CrestaProject.